“واشنطن بوست”: محمد بن سلمان اشتكى تجاهل أمريكا له وابن زايد غاضب من الانسحاب من أفغانستان
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن ولي العهد السعودية محمد بن سلمان، اشتكى لمستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، من عدم حصوله على اي اشادة اميركية لدوره في تحديث المملكة وتوسيع حقوق المرأة.
ومثل الخروج الأمريكي من أفغانستان بعد حرب دامت 20 عاما نقطة انعطاف مهمة لمنطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحولات من شأنها “خفض الضغط” حسبما قال الكاتب بصحيفة “واشنطن بوست” ديفيد أغناتيوس.
ويرى أغناتيوس، وهو كاتب خبير في الشؤون الخارجية، أن عمليات إعادة التنظيم الإقليمي تساعد على خفض التوتر في الشرق الأوسط من خلال تعزيز الروابط الاقتصادية.
مبادرات دبلوماسية
يقول أغناتيوس إن “من أبرز المبادرات الدبلوماسية المحادثات الإيرانية مع السعودية والإمارات، وتقارب الإمارات مع تركيا وقطر”، لافتا إلى أن كل حالة في جدول أعمال تلك المحادثات هو التجارة والازدهار الاقتصادي.
وأشار إلى أن إيران وسعت اتصالاتها مع السعودية في ظل حكم الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي.
وفي حين فتح اتفاق العلا المجال لإعادة السعودية والإمارات علاقاتها مع قطر بعد مقاطعة دامت 3 سنوات، تسعى الإمارات أيضا لتقوية علاقاتها مع تركيا بعد زيارة مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد إلى أنقرة ولقاءه بالرئيس رجب طيب إردوغان. كما زار المسؤول الإماراتي نفسه الدوحة والتقى بالأمير تميم بن حمد.
يضيف الكاتب: “بالنسبة لكلا الجانبين (السعودية وإيران)، يبدو أنها مناورة براغماتية: لقد خلص السعوديون إلى أن الولايات المتحدة لن تطيح بالملالي، وأن الاستقرار في المستقبل سيتعزز من خلال الاستثمار المتبادل – وفي النهاية، استئناف العلاقات الدبلوماسية”، موضحا أن الإيرانيين مستعدون لإعادة فتح سفارتهم في الرياض على الفور.
ورغم أن الإمارات احتفظت بعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران، إلا أن السعودية قطع علاقاتها العام 2016 عقب الهجوم على السفارة في طهران والقنصلية بمدينة مشهد إثر إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر.
ودخلت السعودية وإيران جولة رابعة من المحادثات برعاية العراق عقب تعيين الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في أغسطس الماضي، بعد ثلاث جولات سابقة من المفاوضات لم تسفر عن نتيجة ملموسة.
جولة مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان
في الأسبوع الماضي، التقى مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان ضمن جولة إلى دول عدة بالمنطقة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يعتقد أغناتيوس أنه نقطة التوتر في العلاقات الأميركية السعودية.
وعن ذلك اللقاء كتب أغناتيوس إن سوليفان كرر “تحذيرات زوار سابقين للولايات المتحدة من أن محمد بن سلمان يجب أن يتحمل المسؤولية عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي … كرر محمد بن سلمان إنكاره السابق للتورط الشخصي، لكنه قال إنه اتخذ خطوات للتأكد من أن مثل هذا الحادث لن يتكرر مرة أخرى”.
محمد بن سلمان
وتابع الكاتب في مقاله: “اشتكى محمد بن سلمان لسوليفان من عدم حصوله على الفضل في تحديث المملكة وتوسيع حقوق المرأة. ورد المسؤولون الأميركيون بأن هناك مطلبا من الحزبين في الكونغرس بأن تفعل الرياض المزيد في مجال حقوق الإنسان”.
ضيف أغناتيوس: “في الإمارات العربية المتحدة، استمع سوليفان إلى شرح من الشيخ محمد بن زايد، الحاكم الفعلي للبلاد بأن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان أضر الإمارات بشدة. يرى محمد بن زايد أن العلاقة المستقبلية بين الولايات المتحدة والإمارات قد تكون أكثر استقرارا إذا رسخت باتفاق أمني رسمي يحمل موافقة الكونغرس”.
يشير الكاتب إلى أن المسؤولين الأميركيين يدرسون هذه الفكرة.