هروب الرئيس الافغاني السابق( أشرف غني) يوم سقوط كابل
تقارير
في أغسطس الماضي كشف مستشار للرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، في تصريحات لشبكة CNN، كواليس اللحظات الأخيرة في حكم غني وتفاصيل هروبه من أفغانستان إلى الإمارات، مع وصول حركة طالبان إلى العاصمة كابول.
وقال المصدر إن غني ومستشاريه أصيبوا بالذهول من سرعة تقدم طالبان في كابول.
أضاف أن غني “لم يكن مستعدًا لوصول طالبان إلى ضواحي كابول السبت، وفر الأحد بالملابس التي كان يرتديها فقط”.
هروب أشرف غني من الإمارات
وذكر المصدر أن “أحد كبار أعضاء إدارة غني اجتمع في كابول مع عضو بارز في جماعة متحالفة مع كل من طالبان والقاعدة، والذي أخبره بصراحة أن الحكومة يجب أن تستسلم”.
وقال المصدر: “في الأيام التي سبقت وصول طالبان إلى كابول، كنا نعمل على اتفاق مع الولايات المتحدة لتسليم السلطة سلميا إلى حكومة شاملة واستقالة الرئيس غني”.
وأضاف: “كانت هذه المحادثات جارية عندما دخلت طالبان المدينة. وفسرت استخباراتنا دخول طالبان إلى مدينة كابول من عدة نقاط على أنها تقدم عدائي”.
وتابع بالقول: “تلقينا معلومات استخبارية على مدار أكثر من عام تفيد بأن الرئيس سيُقتل في حالة سيطرة طالبان”.
كما كشف المصدر أن أمرالله صالح نائب الرئيس الأفغاني فر، متوجها شمالا إلى وادي بنجشير، وفر كثيرون آخرون من المجمع الرئاسي “بعد فترة وجيزة عندما كان هناك إطلاق نار خارج القصر. أصيب الناس بالذعر في المدينة وترك العديد من أفراد الأمن مواقعهم”.
الوجهة الإمارات
وقال المصدر إن “الرئيس أشرف غني غادر على عجل”.
وأضاف: “ذهب إلى ترمذ في أوزبكستان، حيث أمضى ليلة واحدة، ثم من هناك إلى الإمارات العربية المتحدة. لم يكن معه نقود. حرفيا، كان لديه الملابس التي كان يرتديها فقط”.
وقال المصدر أنه “في الأيام الماضية، عندما كان من الواضح أننا لا نستطيع الاحتفاظ بكابول لفترة طويلة، كان التركيز الرئيسي هو تسوية تفاوضية من شأنها أن تحافظ على كابول ومواطنيها بأمان… القلق كان حربا داخل مدينة يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة. كنا نعلم أنه إذا غادر غني، فإن المدافع ستبقى صامتة”.
ولدى سؤاله عن موقف الولايات المتحدة تجاه غني خلال هذه الفترة، قال المصدر: “لم يطلبوا منه الاستقالة، ولكن كانت هناك خطة لإجراء عملية تفاوض عاجلة، مع إرسال فريق مفوض إلى الدوحة لإجراء مفاوضات، وبعد ذلك سيسلم السلطة إلى حكومة انتقالية شاملة”
وأضاف: “كان من المفترض أن يغادر فريق التفاوض يوم الاثنين، لكن سقطت كابول يوم الأحد. وكنا نعمل على هذا الأمر على عجل مع الأمريكيين حتى اللحظة الأخيرة”.
ونفى غني، الذي تعرض لانتقادات لأنه ترك الأفغان لمصير مجهول في ظل حكم طالبان تقارير عن مغادرته كابول ومعه ملايين الدولارات نقدًا.
وقال، في رسالة على فيسبوك وقتها، إنه غادر البلاد لتجنب إراقة الدماء، وأنه هرب دون تغيير حذائه.
مكالمة مسربة مدتها 15 دقيقة بين بايدن والرئيس الأفغاني الهارب للإمارات أشرف غني
قالت وكالة “رويترز” إنها اطلعت على تفاصيل مكالمة مسربة مدتها حوالي 15 دقيقة، وهي المكالمة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الأفغاني الهارب للإمارات أشرف غني.
المكالمة التي كانت يوم 23 يوليو الماضي، ناقش فيها بايدن مع غني المساعدات العسكرية والاستراتيجية السياسية وتكتيكات الرسائل.
لكن ذلك لم يمنع سقوط الدولة كاملة تقريبا في يد طالبان بعد نحو 3 أسابيع من هذه المكالمة التي اطلعت وكالة “رويترز” عليها.
مكالمة بين بايدن واشرف غني
وبينما رفض البيت الأبيض التعليق على المكالمة. قالت “رويترز” إنها استمعت لتسجيل المكالمة للتحقق من المحادثة وراجعت نصها، مشيرة إلى أن مقدم المواد اشترط عدم الكشف عن هويته.
وفي المكالمة، عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم المساعدة للحكومة الأفغانية بشرط أن يكون لدى غني خطة للسيطرة على الوضع المتصاعد في أفغانستان.
كما نصح غني بالحصول على دعم الأفغان الأقوياء لاستراتيجية عسكرية، ثم تعيين “محارب” مسؤولا عن ذلك، في إشارة إلى وزير الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي.
وقال بايدن: “سنواصل تقديم دعم جوي وثيق، إذا عرفنا ما هي الخطة”.
وقبل أيام من المكالمة بالفعل، نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات جوية لدعم قوات الأمن الأفغانية، في خطوة قالت حركة طالبان إنها تنتهك اتفاق الدوحة للسلام.
شاد بايدن بالقوات المسلحة الأفغانية التي دربتها ومولتها الحكومة الأمريكية، حيث قال لغاني:”من الواضح أن لديك أفضل جيش. لديك 300 ألف من القوات المسلحة جيدا مقابل 70-80 ألفا ومن الواضح أنهم قادرون على القتال بشكل جيد.”
انهيار الجيش الأفغاني رغم الدعم الأمريكي
ورغم ذلك كان انهيار الجيش الأفغاني مدوٍ واستسلم الأفراد لعناصر “طالبان” دون مقاومة في كثير من المواقع، وبعد أيام من المكالمة، بدأت الحركة التقدم سريعا والسيطرة على المدن والمراكز الحيوية في ظل مقاومة لا تذكر من الجيش.
وبحلول الخامس عشر من أغسطس، وصل مقاتلو طالبان إلى أعتاب العاصمة كابول، وبدؤوا مفاوضات مع الرئيس الأفغاني لتسيلم السلطة دون قتال، لكن جميع الأطراف فوجئت بفرار غني خارج البلاد.
دخل عناصر “طالبان” إلى العاصمة وسيطروا على المواقع الحيوية فيها بما في ذلك مبنى التلفزيون والقصر الرئاسي، لكن المطار الدولي ظل خاضعا لإدارة وسيطرة قوات أجنبية، لإتمام عمليات الإجلاء التي شملت أجانب وعشرات الآلاف من الأفغان الخائفين من المتشددين.
في غضون ذلك، شهد المطار وقائع مفزعة، بدأت بتساقط الأفغان المتشبثين بالطائرات الأمريكية أثناء تحليقها خوفا من أن يتركوا لحكم “طالبان”، ومرورا بالتفجير الغادر الذي نفذه تنظيم “داعش” في محيط المطار وتسبب في سقوط نحو 200 قتيل بينهم 13 جندي أمريكي.
ومع ذلك، لم يتوقع بايدن في كلمته حدوث تمرد هائل وانهيار بعد 23 يوما كالذي حدث بالفعل.
وقال: “سنواصل القتال بقوة، دبلوماسيا، وسياسيا، واقتصاديا، للتأكد من أن حكومتك لن تبقى فحسب، بل ستستمر وتنمو”.
بعد المكالمة، أصدر البيت الأبيض بيانا ركز على التزام بايدن بدعم قوات الأمن الأفغانية والإدارة التي تسعى للحصول على تمويل لأفغانستان من الكونغرس.
وفي نفس السياق، قال غني لبايدن إنه يعتقد أنه يمكن أن يكون هناك سلام إذا تمكن من “إعادة التوازن إلى الحل العسكري”، لكنه أضاف: “نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة”.
التخطيط الباكستاني
وتابع بالقول:نحن نواجه غزوا واسع النطاق، مؤلفا من طالبان، والتخطيط الباكستاني الكامل والدعم اللوجستي، وما لا يقل عن 10 آلاف- 15 ألف إرهابي دولي، معظمهم من الباكستانيين.
هذا وأشار مسؤولون حكوميون أفغان وخبراء أمريكيون باستمرار إلى الدعم الباكستاني لطالبان، لكن السفارة الباكستانية في واشنطن نفت هذه المزاعم.
اقرأ أيضاً: رواية جديدة.. أشرف غني ذُهل من سرعة طالبان وفر للإمارات بالملابس التي كان يرتديها فقط
وقال متحدث باسمها لـ”رويترز”: “من الواضح أن أسطورة عبور مقاتلي طالبان من باكستان هي للأسف ذريعة وفكرة لاحقة روجها السيد أشرف غني لتبرير فشله في القيادة والحكم”.
جاء آخر بيان علني من غني، الذي هرب إلى الإمارات، في 18 أغسطس، عندما قال إنه فر من أفغانستان لمنع إراقة الدماء.
وحول كواليس فراره، قال السفير الأفغاني لدى طاجيكستان، محمد زهير أغبار، إن الرئيس أشرف غني دعا إلى عقد اجتماع طارئ للحكومة يوم خروجه من البلاد، مؤكدا أنه هرب بينما كان المسؤولون ينتظرونه، ولم يكن أحدا من نوابه يعلم أنه يخطط للفرار.
وأضاف السفير: “بحسب وزير الدفاع في حكومة غني (تحدثت معه شخصيا قبل الفرار)، اتصل مستشار أشرف غني بوزارة الدفاع وقال إنه سيعقد اجتماعا في الساعة الرابعة عصرا، جهزوا للاجتماع وانتظروه، لكن في هذا الوقت أقلعت ثلاث طائرات من مطار كابول على متنهم غني وأقاربه”.
وكشفت السفارة الروسية في كابول لوكالة “سبوتنيك“، أن الرئيس الأفغاني، هرب من كابول مع سيارات مليئة بالأموال، بقي بعضها في المطار لعدم تمكنه من نقل الأموال كلها.
وقال السكرتير الصحفي للبعثة الدبلوماسية، نيكيتا إيشينكو: “خلال هروب غني؛ كانت هناك أربع سيارات مليئة بالمال، وجزء آخر من الأموال حاولوا وضعه في مروحية، لكنها لم تستوعبها، فبقي جزء من الأموال ملقى على أرض مدرج الإقلاع”.
وهو ما أكده زهير أغبار الأربعاء، حيث قال: “لم يكتف غني بالفرار تاركا رفاقه في الدرب تحت رحمة القدر، بل نهب أموالا من الميزانية، وسلب الشعب، ولم يكن أحد من نوابه يعلم أنه يخطط للفرار”.
ومع ذلك، نفى غني في كلمته الأخيرة التي قال إنها من الإمارات، التقارير حول خروجه بأموال من البلاد. وقال: “خرجت بثيابي وأحذيتي وعمامتي.. جئت إلى البلد المستضيف بأيدي خالية”.