الثقافيةمقالة الكاتب سمير عبيد
#لمحة سريعة :السياسيين الشيعة في العراق في طريقهم الى فريقين..والعراق دخل حالة الجدل اللبنانية
#لمحة سريعة :السياسيين الشيعة في العراق في طريقهم الى فريقين..والعراق دخل حالة الجدل اللبنانية !
بقلم : سمير عبيد
#اولا :-
هناك خطة سياسية لإنقاذ شيعة العراق من الضعف السياسي والتشظي .وكنتُ على المستوى الشخصي أنادي بها شحصياً طيلة السنوات القليلة الماضية. وكتبتُ عنها لبعض السياسيين الشيعة لكي يسارعوا الى تطبيقها قبل فوات الأوان. ولكن كعادتهم لا يقرأون، ولا يتفاعلون، ويكرهون من ينصحهم ، وشعارهم باقي وسوف يستمر وهو ” مغنية الحي لا تُطرب “… والخطة التي طرحتها مستوحاة من الخطة الايرانية التي منعت الفرقة والتشظي السياسي في ايران، عندما تقسمت عشرات الاحزاب الايرانية بين فريقين :
١-فريق محافظ
٢- فريق اصلاحي
بهذه الطريقة أسقطت طهران المخطط الاميركي الغربي لتقسيم المجتمع الايراني ونخره وتفريقه من خلال اللعبة الديموقراطية العوراء و المصدرة نحو الشرق الأوسط والتي هدفها تفتيت الشعوب من خلال الخداع الديموقراطي .وذلك من خلال تأسيس عشرات ومئات الاحزاب مثلما حصل في العراق.!
#والسؤال :
١-لماذا امريكا التي عدد سكانها 350 مليون نسمة تقريبا وفيها حزبين فقط ،ويتناوبان على الحكم ؟
٢-ولماذا بريطانيا التي عددٍ سكانها 70مليون تقريبا فيها حزبين فقط ،و يتناوبان على الحكم ؟
#بحيث أنقذت نفسها ايران من مخطط بغيض عندما أصبح فيها فريقين وهما ( محافظ واصلاحي) وكل حزب وتيار وجماعة باتت تعرف الفريق الذي يتلائم مع افكارها لتكون جزء منه. وأستمر العمل السياسي بهذا،والنتيجة تماسك النظام السياسي في ايران وبقاء الديموقراطية الايرانية سليمة ،وبقي الشعب بلا تشظي وفرقه !
#ثانيا : الشيعة مو مال حكم:
١-من المعروف هناك مخطط مدروس اشتغلت عليه الولايات المتحدة واسرائيل وبدعم مالي واعلامي ولوجستي من بعض دول الخليج لتشويه صورة وسمعة ( شيعة العراق ) الذين هم عرب اقحاح. وجعلهم في منظور المنطقة والعالم بأنهم ايرانيين. وبأنهم حاضنة ايرانية، وخطر على العرب والعروبة وانهم (الصهاينة الجدد) والصهاينه اليهود مظلومين !.
٢-بحيث تم التثقيف على ان ( شيعة العراق: مو مال حكم ،وفاسدين وفاشلين !) .فنعم ان الشيعة الذين تبوأوا الحكم فاشلين وفاسدين بمعظمهم لأن المحتل اختارهم بعناية لتحقيق اهداف التدمير .ولكن متناسين ان معظم جامعات ومستشفيات دول الخليج والاردن وبعض الدول العربية ، وبعض جامعات ومستشفيات في امريكا واوروبا يديرها عراقيون شيعة….
٣-وايضا نشروا فكرة وثقافة ان ( السنة في العراق ارهابيين ) علما ان سنة العراق وسطيين وغير متطرفين ومن أهدأ وأثقف السنة في المنطقة. ولكن دول الخليج واسرائيل وبمساعدة تركية واميركية وغربية حولوا بعضهم الى ارهابيين ومتطرفين لخدمة المخطط الصهيوأميركي!
#ثالثا: شيعة العراق يدخلون الحالة اللبنانية ؟
فبعد الانتخابات التشريعية الاخيرة و المخيبة للآمال في عدد المشاركين فيها ،ولدت نتائج صادمة للبعض ومفرحة للبعض الآخر .فأدخلت العراق في مرحلة الخطر. فبات المشهد العراقي بشكل عام ،والشيعي بشكل خاص يُنذر بالازمات والمخاطر…
#لا سيما بعد دخول العراق في جوهر الحالة اللبنانية حيث هناك من يطالب بتسليم (سلاح حزب الله )للدولة على انه جناح ايراني . ووراء هذا المطلب امريكا والغرب واسرائيل ودول الخليج .وهناك من يرفض ذلك تماماً على ان هذا السلاح موجه ضد إسرائيل، وانه يحمي لبنان والمجتمع اللبناني من العدو الاسرائيلي والارهاب، وانه يمثل قوة ردع ضد اسرائيل ،وعنصر توازن في المنطقة !.
#وفي العراق بات من يطالب بحل ( الحشد الشعبي) وتسليم سلاحه للدولة العراقية (وهنا تناقض فاضح لأن الحشد مؤسسة رسمية تحت عالم الدولة وسلطة الحكومة) .والحشد يقول ان هذا السلاح للدفاع عن العراق وعن الشعب العراقي ضد مخططات الدول التي تريد حل الحشد الشعبي وضد الارهاب والتنظيمات المتطرفة . واول المخاطر هي ( تقسيم العراق، وأخذ العراق نحو التطبيع مع اسرائيل، وولادة الاقليم السني المتحالف مع اقليم كردستان، وامور اخرى !…)فيرفضون حل الحشد ويعتبرونه قوة ردع وحالة توازن في العراق!
#رابعا : ملامح اصطفاف شيعي لفريقين !
مثلما اكدنا في بداية المقال والتحليل بخصوص الفطنة الايرانية عندما منعت التشظي السياسي والفرقة وجعلت العمل السياسي في ايران مقسم بين فريقين ( محافظ ..و..إصلاحي) ….فبعد الانتخابات العراقية الاخيرة ومايدور من تلاسن واتهامات وتهديدات حول نتائجها بحيث وصلت التهديدات بالنزول الى الشارع ولا يعرف أين تصل مديات هذا التصعيد . ولكن هناك ملامح باتت شبه واضحة لتقسيم شيعة العراق سياسيا بين فريقين وهما :
١-التيار الشيعي الاصلاحي: الذي ينادي فيه السيد مقتدى الصدر .والذي فاز باعلى الاصوات في الانتخابات الاخيرة !
٣-التيار الشيعي المحافظ ؛ والذي يرفض نتائج الانتخابات الاخيرة ومنه تحالف الفتح ، وائتلاف دولة القانون والفضيلة والآخرين !
#نقطة نظام :
بحيث ان “التيار النفعي والانتهازي” داخل الحيز السياسي الشيعي حتما سوف يذهب نحو الاقوى والذي سيشكل الحكومة. وداخله هناك من يأخذ اوامره من السفارات لتحديد بوصلته!
#ملاحظة :
١-اذا تبلور الشيعة العراقيين سياسيا و بين فريقين( محافظ واصلاحي ) فهذا أصلح لهم سياسيا .لانه سوف ينقذ الشيعة من حالة التشظي التي فرّقت الطائفة والديموغرافية الشيعية.
٢-وانا هنا لا اتناول المواضيع من الناحية الطائفية بل من الناحية السياسية. لأني ضد الاصطفاف الطائفي في البلد الواحد .لأن الوطن ” العراق” يجمعنا جميعاً. وهذا الوطن ينتظره مستقبل مجيد بأمر ربّاني … ولا عليكم بما يحدث ..مجرد صبر وثبات فقط !
سمير عبيد
١٨ تشرين ٢٠٢١