اخبار عاجلةالاخبار العربيةدراسات وتقاريرسلايد

#نصرالله: لن ننجرّ إلى حرب أهلية… فهذا مشروع #القوات ورهان الأميركيين والإسرائيليين

بيروت - تقارير

جّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالعزاء لعوائل الشهداء «الذين قضوا في مجزرة الطيونة»، مؤكّداً أنّ «الأحداث الأخيرة يوم الخميس الماضي تختلف عن الأحداث التي حصلت في الآونة الأخيرة وتحتاج لموقف يتحدد عليه الحاضر والمستقبل».

كشف نصر الله في كلمة متلفزة مساء اليوم، أنّه «في جلسات داخلية حصلت قبل أشهر، وقد تأكدت منها، من أكثر من مصدر، حرّض رئيس حزب القوات اللبنانية بعض الحلفاء القدامى لمواجهة عسكرية مع حزب الله، بحجة أن القوات اللبنانية أقوى مما كان وقت بشير الجميل، وإقليمياً حزب الله ضعيف، فهذه فرصتنا. ولم يتم التجاوب معه».

وقال إن رئيس حزب القوات سمير جعجع، كشف في تلك الجلسات أن لديه «15000 مقاتل جاهزين»، موضحاً أن «الهيكل العسكري في حزب الله فقط، يضمّ رجالاً، فقط لبنانيون مدرّبون ومنظّمون ومسلّحون وأصحاب تجربة، ولو أُشير لهم أن يحملوا على الجبال لأزالوها: 100 ألف مقاتل».

ووجّه نصيحة للقوات ورئيسها تقضي بالتخلي نهائياً عن فكرة الحرب الأهلية، حيث قال: «أنصحكم وأتمنى على المسيحيين أن ينصحوكم، والمرجعيات الدينية، أن تنصحكم: أي عمل يؤدي للاقتتال الداخلي بمعزل عن خدمة من، يجب أن تُمسح من رأسكم لأنكم تحسبونها غلط».

وأضاف نصر الله مخاطباً القوات ورئيسها «قتلنا في خلدة، وفي الطيونة، وضبينا حالنا (…) لأنّ لنا رسالة وأخلاق، فلا تخطئوا الحساب، اقعدوا عاقلين وتأدّبوا، وخذوا عبرة من الحروب».

وأشار نصرالله إلى أنّ جعجع «يحاول في الدائرة المباشرة في جوار الضاحية، أن يجعل أهل عين الرمانة والحدث وفرن الشباك دائماً يشعرون بالخوف والقلق وأن يعتقدوا دوماً أن جيرانهم في الضاحية الجنوبية أعداء لهم، وأنهم يريدون اجتياح مناطقهم والسيطرة على أحيائهم، ويريدون اقتلاعهم وقتلهم، ولذلك يجب أن يكونوا دوماً مستنفرين نفسياً، كما أطلق بعض مسؤولي حزب القوات اسم المقاومة على من حملوا السلاح علينا، لأنهم يحمون مناطقهم منا. هناك من يخلق لأهلنا في هذه المناطق عدواً وهمياً».

وأعلن أنّ «الهدف من هذا التخويف، هو أن يقدم حزب القوات اللبنانية أنفسهم على أنهم حملة الراية والمدافعين عن الوجود المسيحي، وتحت هذا الشعار يعمل على شد عصب واستقطاب وتحريض، لتحقيق أهداف لها صلة بالزعامة، وما يعرضه من أدوار في لبنان على دول خارجية، فيصير المسيحيون في لبنان المادة لأجل زعامة شخص وهيمنة حزب وخدمة مشاريع خارجية».

ولفت إلى أنه «لم نكن قبل 2005 نتصدى للسياسة اللبنانية الداخلية. في الـ 10 سنين الماضية لم نقترب من حزب القوات ولم نكن نريد صراعاً مع أحد. معركتنا الأساسية مع إسرائيل. على رغم أنه على طول الوقت لا يخلو يوم من سباب وتخويف ولم نكن نعلق. لكنني أعتقد أن ما حصل يوم الخميس هو مفصل لمرحلة جديدة بما يتعلق بالشأن السياسي الداخلي».

كما أشار إلى أن رئيس حزب القوات «حاول إقناع المسيحيين أن حزب الله يريد أن يلبسكم عباءات». وشدّد على أنه «بالرغم من أن الشهداء من حزب الله وحركة أمل، لكن جعجع أصر في مواقفه على استهداف حزب الله فقط، لا التنظيمين. وهذا بهدف استكمال الحرب الخارجية علينا».

وكشف أنّ القوات لا مشكلة لديهم بافتعال المشكلات حتى لو كان سيسقط ضحايا من الطرفين لأن هذا يخدم أهدافهم، حتى لو كانت ستجر لحرب أهلية».

في غضون ذلك، وجّه الخطاب للشعب اللبناني عموماً، والمسيحيين خصوصاً، أنّ «البرنامج الحقيقي للقوات اللبنانية هو الحرب الأهلية، ما يؤدي إلى تغييرات ديموغرافية تضع المسيحيين في كانتون مسيحي يهيمن عليه حزب القوات اللبنانية، ولا مكان فيه لأي أحدٍ آخر. هذا تحليلنا لمسار حزب القوات».

واستذكر أنه «في الـ 2017 عرضوا خدماتهم للدخول في حرب أهلية في لبنان، مع الوزير السعودي ثامر السبهان»؛ كما استذكر أنّ جعجع، مع أنّه لم يأتِ على ذكر اسمه «غدر بالرئيس السابق سعد الحريري، ومن دافع عنه وقتها رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحزب الله، وجزء من قيادة تيار المستقبل. كلنا حين كان مخطوفاً رفضنا استقالته».

وأعلن أنّ «هذه العقلية: تخويف المسيحيين ولغة الحرب الأهلية القديمة، نفسها من حضرت المسرح لأحداث يوم الخميس (…) ونحن عرفنا أنه في منطقة عين الرمانة وبدارو وغيرها هناك سلاح في الشقق والسيارات واستدعاء لمقاتلين لدى القوات اللبنانية، ولكننا أخذنا تطمينات من الجيش والقوى الأمنية، ونحن طالبنا من الجيش أن ينتشر بكثافة في هذه المنطقة. وبعدها عبّر جعجع وهو منتشٍ، بأنه قام بـ 7 أيار مسيحي، وكيفما فُسّر هذا التعبير يدان فيه حزب القوات ورئيسه. كل ما صدر عن رئيس هذا الحزب ونوابه هو تبنٍّ كامل للمعركة والمجزرة».

ولفت إلى أن القوات «كانوا قد خوّفوا كل أهل المنطقة من أننا سنحتلهم، ونحن سلّمنا أرواحنا للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية. ونظراً لحساسية المنطقة، لم نقم بإجراءات أمنية»، مشدداً على أن «هذه المشكلة التي تحتاج حلّاً الآن، هي لغم يمكن أن ينفجر في أي وقت».

وعن تحرّك الحزب وحركة أمل، قال إن “آخر مجموعة كانت تتوجه من الطيونة إلى قصر العدل، أُطلقت شعارات خطأ، من استفز الشباب أخطأ ولو هم استفزوا فكان هذا خطأ. وبدأ الشهداء يسقطون. والبيان الأول للجيش هو الصحيح، وبعدها صارت هناك تدخلات. فكيف يُسمّى اشتباكاً؟».

أمّا عن الجزء الثاني من التحرك، لفت إلى أن «المحتجين حملوا سلاحاً وأطلقوا النار، والعالم مدهوشة، والجيش اللبناني موجود ومع ذلك هناك إطلاق نار».

في هذا السياق، قال «متفقون أننا نريد تحقيقاً حقيقياً جاداً وسريعاً. نريد محاسبة المسؤولين الذين اعتدوا». وعن الفيديو الذي تم تداوله «ويظهر أن أحد الجنود يطلق النار على مدنيين، فقُتل من قُتل. قيادة الجيش اللبناني على أثره، أصدرت بياناً أن هذا الجندي تحت التحقيق، وهذا ما نريده. التحقيق يظهر إن كان هذا الجندي قد تصرف فردياً أو بأوامر، ويجب أن يُحاسب، ولا تسامح بذلك، وتحديداً من قيادة الجيش اللبناني».

وبعد انتشار هذا الفيديو، أعلن نصرالله أنه يريد تثبيت مبدأ أن «مؤسسة الجيش على الرغم مما حصل، في 13 أيلول أطلق الجيش علينا في الـ 1993، وفي مار مخايل، وفي حي السلم أيضاً، نحن حريصون عليها وعلى بقائها وتماسكها، وخصومنا وأعداؤنا يريدون أن يجروا حزب الله والجيش اللبناني إلى صدام»، مؤكّداً «التمسُّك بالمؤسسة العسكرية، بالجيش اللبناني».

وأعلن أنه «في خلدة، لم نترك دماءنا على الأرض بل قدمنا معلوماتنا للأجهزة الأمنية، التي داهمت المعنيين، والتحقيق تقريباً انتهى وخلال أيام 18 موقوفاً ستتم محاكمتهم، نريد من اعتدوا فقط. وإذا لم يُحاسب المجرمون، سنتدخل. لن يبقى دم شهدائنا على الأرض».

وتوجّه للبنانيين، والمسيحيين خصوصاً، بأنه «حين دخلت داعش والنصرة والتكفيريون إلى جرود عرسال، من كان حليفهم؟ حزب القوات اللبنانية وآخرون. هؤلاء تهديد على كل الشعب اللبناني والمسيحيين».

أضاف: «اسألوا أهل ربلة، ودير عطية، وبلودان، ومعلولا، والكنائس والأديرة، والرهبان والراهبات ورجال الدين المسيحيين كيف تصرّف حزب الله مع هذا الوجود المسيحي. من حافظ على المسيحيين هناك؟ حزب الله والجيش السوري وحلفاؤه؟ أم القوات وحلفاؤها الإقليميون والخارجيون؟».

وذكر أيضاً أنه «حين انسحب الإسرائيليون من جزين، اتفقنا مع الحركة أنه ممنوع دخول أي مسلح أو مدني من حزب الله وحركة أمل إلى المنطقة أو أن يرفع علمانا في المنطقة؛ وحتى العملاء سلّمنا ملفّاتهم إلى الدولة اللبنانية»، وأكّد أن «ما قمنا به في الـ 2000 كان صحيحاً».

وسأل: «كم كان حزب القوات اللبنانية ليصمد أمام داعش؟ حين طلب منّا ألا نتدخل لحماية المسيحيين. تحالف القوات مع داعش أكبر خطر على المسيحيين في لبنان. التفجيرات في العراق التي كانت تتم بتنسيق المخابرات السعودية، حلفاء القوات اللبنانية».

ووصف رئيس حزب القوات بـ«القاتل، المجرم، السفاح، والتقسيمي»، مؤكداً ضرورة تحرك الدولة وكل اللبنانيين لمحاكمته.

ولفت إلى أنه «قبل الـ 2005 كانت لنا صداقات مع أوساط مسيحية، في أحداث الـ 13 تشرين، يوم خانت القوات التيار الوطني الحر أيضاً (…) وأول من وقف بوجه تفاهمنا مع أكبر تيار مسيحي (اتفاق مار مخايل) وخوّنه، هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه، وما زال هجومه قائماً، لأنه لا يقبل الآخر، ولا يريد للمسلمين أن ينفتحوا على بعضهم، ولا يريد أن ينسى الشعب الجبهات والمحاور».

عليه، استشهد نصر الله بالتالي: «لم نطرح المثالثة يوماً. ورفضنا نحن والرئيس بري المثالثة. مع أنه من مصلحة الشيعة المثالثة لكن مصلحة لبنان لا تقتضي ذلك»، وفي ما خص «تعديل القانون الانتخابي، أيدنا القانون الأرثوذوكسي، وجعجع رفضه، مع أنه كان يزيد من التمثيل المسيحي. والقانون الأخير، الذي يريده كل المسيحيين، نحن أرسيناه، واليوم نحن مع تطبيق قانون النواب الـ 6 إذا كان هذا يريح المسيحيين، لأننا عامل إيجابي (…) حتى بتشكيل الحكومات والتمثيل المسيحي في الحكومات، التزمنا، وحتى مع رئيس الجمهورية لم نضع شرطاً، وهذا من منطلق وفاء واحترام. وحين يأس حزب القوات، استعجل للقيام بتفاهم معراب. والوزير سليمان فرنجية، وقف معنا في تسمية الرئيس عون وهذا يجب ألا يُنسى».

أمّا عن انفجار مرفأ بيروت، فأعلن: «نحن معنيون بملف التحقيق بانفجار المرفأ، لكن تمّ استهدافنا إعلامياً وسياسياً، لذلك نحن حريصون جداً على معرفة الحقيقة. حين نرى أن مسار التحقيق يتوجه إلى غير الحقيقة وغير العدالة، هل يجوز السكوت؟ أنا أسأل: لماذا تسكتون؟». ورأى أن«هناك استنسابية، ومخالفات بالسلوك القضائي. تتفقون معنا، فلماذا تسكتون؟».

وقال إن «الأهم منا ومن حلفائنا هي الحقيقة والعدالة، وأول المستغلّين لها هو حزب القوات اللبنانية، حينما حولوا ملف التفجير إلى ملف طائفي».

واعتبر أنه «نحن كنا الأجرأ، لأن هناك ترهيباً وتهديداً للناس بسجنهم، وهناك أميركا وفرنسا وجو طائفي ومحتقن، نأخذ الموضوع بصدرنا حتى يعرف أهل الشهداء حقيقة ما حصل. وطلبت من أهل الشهداء أن يجاوبهم القاضي. أين التقرير التقني والفني؟».

وأضاف: «نحن لسنا قلقين، لكن هذا لا يغير موقفنا، السبب أن هناك مساراً لن يؤدي للحقيقة والعدالة. ولا أحد يجرؤ على المعالجة».

ولفت إلى أن «حماية القاضي من الدول الخارجية تجعل من القاضي ديكتاتوراً. أكثر من يتحمل مسؤولية بهذه الجريمة هم القضاة، ممن أذن لإنزال النيترات في المرفأ. والقضاة الذي احتفظوا فيهم كل هذه السنوات يحملون المسؤولية. هل انقطع لهم مذكرات توقيف؟ لم يحصل».
وسأل: «هل توجه أهالي الشهداء أمام بيوتهم؟ هل هذا تحقيق نزيه؟».

iraq iraq

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى