علاقات بينيت وغانتس وصلت للحضيض بعد كشف عملية الموساد
تقارير
دى كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، عن عملية نفذها الموساد بهدف الحصول على معلومات حول مساعد الطيار المفقود، رون أراد، خلال خطابه في الكنيست يوم الإثنين الماضي، إلى تصاعد توتر العلاقة بينه وبين وزير الأمن، بيني غانتس، إثر عدم تشاور بينيت مع الأخير بشأن الكشف عن عملية الموساد، وأن العلاقات بينهما وصلت إلى الحضيض، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الخميس، نقلا عن مقربين من بينيت وغانتس ومسؤولين آخرين.
وأبلغ بينيت غانتس بعزمه الكشف عن عملية الموساد قبل دقائق من إلقاء خطابه في الكنيست. ونقلت الصحيفة عن مقربين من غانتس قولهم إن الأخير اعتقد أن الكشف عن العملية خطأ، لكنه لم يحصل على فرصة من أجل جعل بينيت يتراجع عن كشف العملية، وأفادوا بأن غانتس هو مصدر الأنباء التي ترددت بعد خطاب بينيت حول عدم نجاح عملية الموساد.
وقالت مصادر للصحيفة إن الكشف عن توتر سياسي بسبب حدث أمني وتصويره بأنه فاشل، خلافا لموقف رئيس الحكومة وجهات أمنية أخرى هو “تجاوز خط أحمر، وعمل لا يمكن فعله”. وقال مصدر مقرب من بينيت واطلع على مجرى الأمور بعد خطاب بينيت، إن “هذا كان أمرا غير طبيعي”، فيما وصف مسؤول في مكتب أحد قادة الأحزاب في الائتلاف التوتر بين الاثنين بأنه “حدث سياسي كبير”، وأنه “يجب تهدئة الخواطر هناك، ونحن نعمل من أجل ذلك”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بدء الاتصالات من أجل تشكيل الحكومة الحالية برز توتر بين غانتس وبين رؤساء الأحزاب في الحكومة، على خلفية عدم رضاه من مكانته في الحكومة. وحسب الصحيفة، فإن غانتس الذي رفض تشكيل حكومة مع زعيم اليمين، بنيامين نتنياهو، اعتبر أن ذلك من شأنه أن يمنحه مكانة متفوقة في المفاوضات الائتلافية لتشكيل الحكومة الحالية.
ويشار إلى أنه لو لم تتشكل الحكومة الحالية وجرت انتخابات عامة أخرى، لكان من الممكن أن يتولى غانتس منصب رئيس الحكومة، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بسبب الاتفاق الائتلافي بينه وبين نتنياهو بشأن التناوب على رئاسة الحكومة. ولفتت الصحيفة إلى أنه في اليوم الذي منحت فيه الكنيست الثقة للحكومة الحالية، “تم رصد غانتس غير مبتسم، على عكس الأعضاء الآخرين في الحكومة الجديدة”.
ورغم نفي غانتس علنا خيبة أمله من مكانته السياسية، إلا أن أحداثا أخرى وقعت خلال الشهر الأخير تدل على تدهور العلاقات بينه وبين بينيت ووزير الخارجية، يائير لبيد، ووزراء آخرين. ومن بين هذه الأحداث التي عبّر غانتس عن غضبه حيالها، لقاءات عقدها قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، إليعزر توليدانو، مع مستشارة بينيت السياسية، شيمريت مئير، من دون التنسيق معه كما هو متعارف.
وعقّب مكتب رئيس الحكومة على الكشف عن اللقاءات بين توليدانو ومئير، أنه “لا توجد علاقة بين الاثنين تتعارض مع الإجراءات المتعارف عليها”، لكن مقربين من غانتس عبروا عن غضبهم حيال ذلك. ويعتزم غانتس استدعاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، لمحادثة استيضاح، بعدما تبين أن مكتب كوخافي أيضا لم يعلم بهذه اللقاءات.
وشكلت قرارات اللجنة الوزارية لمحاربة الجريمة والعنف في المجتمع العربي خلال اجتماع اللجنة، مطلع الأسبوع الحالي، نقطة توتر أخرى بين بينيت وغانتس. وذلك في أعقاب قرار اللجنة بأن الجيش الإسرائيلي سيشارك في جمع السلاح غير المرخص، خلافا لموقف مكتب غانتس ومن دون دعوة مندوب عن الجيش إلى اجتماع اللجنة الوزارية. ونقلت الصحيفة عن مقرب من بينيت قوله إن “مستشاري غانتس أصيبوا بالجنون بسبب هذا البيان” حول قرار إشراك الجيش في مكافحة الجريمة.
ونقطة توتر أخرى تتعلق ببيان صادر عن مكتب بينيت، في أعقاب فرار الأسرى الستة من سجن الجلبوع، جاء فيه أن كوخافي شارك في المداولات التي جرت حينذاك، رغم أنه لم يحضرها. وذكرت الصحيفة أن مستشاري بينيت فسروا ذلك بأنه “خطأ بريء” من جانبهم، لكن مستشاري غانتس اعتبروا ذلك خطوة مقصودة، وأن غانتس طرح الموضوع أمام بينيت.
وفي موازاة خطاب بينيت في الكنيست، الإثنين الماضي، تم رفض طلب غانتس الانضمام إلى بينيت ولبيد ونتنياهو ورئيس الكنيست والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، لالتقاط الصورة التقليدية بمناسبة افتتاح دورة الكنيست الشتوية.
وقال مسؤولون في الحكومة أن كل واحد من أسباب التوتر هذه يمكن أن يفسر على أنه خلاف عادي في عمل الحكومة، لكن تواترها يدل على أجواء متعكرة بين بينيت وغانتس، تضاف إلى الشكوك الأساسية بين غانتس وقادة الأحزاب في الحكومة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في مكتب بينيت، قوله إن “غانتس شخص عبوس وينطبق ذلك عليه طوال الوقت. ويطلق نيرانه في كافة الاتجاهات”. في المقابل، ينفي المقربون من غانتس وجود خلافات كبيرة. وجاء في تعقيب رسمي من مكتب غانتس أنه “يعمل مع رئيس الحكومة بتعاون وثيق من أجل أمن مواطني إسرائيل. وكل ما تبقى هي خدع إعلامية ونميمة مفندة”. ورغم ذلك، اعترف مصدر في مكتب وزير الأمن بأن مكتبي غانتس وبينيت لا يعملان بانسجام، وعبر عن أمله بأن تكون هناك “هدنة” بينهما، وادعى أن هذا التوتر لا يؤثر على عملهما المشترك.