هذه ليست نظرة تشاؤمية ،وليست نظرية مؤامرة مثلما يسميها الذين يجري من تحتهم الماء وهم لا يشعرون.هذه توقعات حقيقية مادام الذي يُخطط في منطقتنا وبلدنا هو عدونا والذي سرق ولا زال يسرق بثرواتنا، والكامن في بلدنا وأراضينا وهو يخوض أبادة وتخريب وحرب مقدسة بدافع من الأساطير الدينية والتلمودبة والانجيلية بهدف الأستعداد لاغتيال قائد مشروع العدل الإلهي… وبما ان هذه العبارة أي “مشروع العدل الإلهي” صعب تفسيرها على الجهلة والغارقين في الخرافة وعبادة الاصنام .و بنفس الوقت صعب أن يقتنع بها المنبهر بالثقافة الهوليودية الوافدة.ولكنها سهلة جدا على المؤمنين بالله وبالعراق المقدس. وسهلة على ذوي العقول والأفئدة المليئة بالوعي والايمان!
#وقفة مهمة جدا :
معظم المراقبين والمحللين يعرفون تلك الجدلية وعندما صارَ “لبنان والعراق” حالة واحدة . وبالضبط ( عملة واحدة ولكن بوجهين) .فعندما سقط نظام البعث وصدام في العراق بأثر الغزو الدولي عام ٢٠٠٣ ” وليس بسواعد المعارضين” زحف العراق للأنغماس في الحالة اللبنانية سياسيا واقتصاديا وحزبيا ومافيوياً ومصرفيا ، وصولا لمشهد الحكم في العراق والذي ولد على أساس المحاصصة الطائفية والقومية والاثنية البغيضة واسوة بلبنان ….فأصبح ما يحدث في العراق حتما سيحدث في لبنان. ومايحدث في لبنان حتما سوف يحدث في العراق .والسبب الرئيسي في هذا لأن ( اللاعبين الكبار في لبنان والعراق هم أنفسهم على المستوى الداخلي والخليجي والعربي والاقليمي والدولي ) وأصبح هؤلاء هم الذين يأمرون الأفرقاء في لبنان والعراق لتنفيذ ما يأتي لهم من مطابخ هذه الدول !
#هل مادخل فيه لبنان سيدخل فيه العراق ؟
وعلى أساس ما تقدم نسلط الاضواء على ماحدث في لبنان، وانتقل بعد ذلك الى العراق، ولم يبقى الا فصل لبناني واحد لم ينتقل الى العراق بحذافيره. وهنا نحذر من حدوثه بعد الانتخابات ..فتعالوا معنا لنوضح ذلك !
أولا :- السيناريوهات التي ضربت لبنان!
١-جميعنا شهود على النفق المظلم الذي دخله لبنان والذي كانت بداياته مظاهرات الناس العفوية التي كانت تطالب بالحقوق والخدمات ، فتم خطف مظاهراتهم من قبل سيناريو السفارات والدول والجهات الداخلية في لبنان اي ” الجهات المنخرطة بهذا السيناريو ” فتمت اقالة حكومة سعد الحريري لتشكل حكومة من خارج الأحزاب ” حكومة مستقلين” وبالفعل تشكلت حكومة الدكتور حسان دياب غير الملوث بملفات فساد لا هو ولا افراد حكومته . ولكن هذا الأجراء لم يروق لمخطط السفارات بحجة ان حسن دياب مقرب سني من الشيعة، اي مقرب من حزب الله وحركة أمل !
٢-فتم أحراف المظاهرات وزيادة اعدادها “بالدولار والريال والدرهم” فخُطفت مظاهرات الغلابة والمحرومين وأصبحت مظاهرات لبنانية مدفوعة الثمن للقيام بأنقلاب ناعم على غرار ما حصل في اوكرانيا قبل سنوات ” اي الاندفاع نحو أسقاط حكومة حسن دياب ايضا والتي لم تصمد طويلا فاعلنت استقالتها بعد فترة، وعندما عاد اصحاب المخطط ورشحوا (سعد الحريري) ثانية اسقطته الجبهة المقابلة .. فبقيت حكومة حسان دياب تمارس اعمالها حكومة تصريف اعمال لأكثر من ١٣ شهرا .بحيث ذهب اصحاب المخطط الدولي الخليجي الى ترتيب حدث كبير وهو ( انفجار مرفأ بيروت ) من اجل اخراج الشعب اللبناني عن بكرة أبيه ضد النظام السياسي بهدف اسقاط الحكومة واسقاط تحالف الرئيس اللبناني عون مع حزب الله وتغيير النظام السياسي تماما لنظام اميركي خليجي اسرائيلي يؤمن بالتطبيع مع إسرائيل !
٣-ولكن صمود حزب الله وحركة امل بعدم الانجرار للشارع ،وصمود تحالف الرئيس عون معهما بعدم تمرير حكومة سعد الحريري وعدم الخوف من الضغوط الاميركية والغربية والخليجية والاسرائيلية أفشل فرض حكومة سعد الحريري ، وافشل مخطط الانقلاب الذي وراءه أمريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل ودول خليجية معينة من خلال عدم انجرارهم للشارع ،ومن ثم عدم صدامهم مع جماعة مخطط السفارات !
ثانيا :-معاقبة لبنان والشعب اللبناني :
١-وعندما فشلت المظاهرات الممولة من تلك الدول والسفارات، وفشل مخطط تمرير حكومة الحريري ثانية ، وصمود حكومة تصريف الاعمال بقيادة حسان دياب ، وصمود الرئيس اللبناني ميشيل عون بتحالفه مع حزب الله تم معاقبة لبنان واللبنانيين من خلال مخطط تهريب العملة الصعبة من المصارف الحكومية والاهلية والتي تقدر بمليارات الدولارات الى الخارج وتمييعها( اي: مخطط تجويع وتركيع لبنان واللبنانيين ليُجبروا على القبول بمخطط السفارات الذي يريد فرض حكومة لبنانية تطبع مع إسرائيل وتقبل بالتنازل عن ثروات لبنان النفطية التي تقع في البحر المتوسط والتي هي على تشابك جيلوجي مع ثروات فلسطين المحتلة ) .
٢-وبهذا المخطط البغيض خسر لبنان واللبنانيين جميع مدخراتهم المودعة في البنوك الحكومية والاهلية في لبنان وبات الشعب اللبناني يلطم الخدود .بحيث خسر فيها النظام السوري لوحده 60 مليون دولار كانت مودعة في المصارف اللبنانية بأسم سوريا حسب قول الرئيس بشار الأسد شخصياً. وخسر قسم من لصوص العراق مليارات الدولارات المودعة سرا في بنوك لبنان باسماء سرية وحركية. ناهيك عن خسائر لصوص وحيتان لبنان وبعض الخليجيين وغيرهم . ومن هنا توقف استيراد الدواء والغذاء والمحروقات وما يحتاجه الشعب اللبناني بسبب أنعدام السيولة .
٣-فدخل لبنان في نفق النهاية كدولة وكشعب باتَ يشحذ الدواء والغذاء ورغيف الخبز بسبب انعدام الاستيراد فراح جماعة مخطط السفارات ليفرغوا البلاد من العذاء والدواء والمحروقات لكي تزداد النقمة على الشعب لكي يخرج بالثورة لتغيير النظام بنظام لبناني يطبع مع اسرائيل.بحيث أسعفت ايران من خلال توسط حزب الله فأرسلت سفن المازوت والبنزين الى لبنان وحتى العراق باع لبنان نفطا ومازوت مقابل السلع الغذائية.
#ثالثا : الاحرار انتصروا في لبنان
فبعد تسيير البواخر الايرانية نحو لبنان وهي محملة بما يحتاجه لبنان لتعيد الحياة الى اللبنانيين مقابل زيادة شعبية السيد نصر الله وحزب الله في داخل لبنان وحتى داخل المناطق المسيحية والدرزية والسنية. هنا شعرت امريكا ودول الخليج والغرب بالخطر فهرولوا للسماح بربط لبنان كهربيا وفي مجال الغاز بمصر والاردن عبر سوريا. وهنا سقط حتى ( قانون قيصر ) ضد سوريا . ومن ثم سمح بتشكيل حكومة لبنانية جديدة بزعامة نجيب ميقاتي! .بحيث سارع البنك الدولي للحوار مع الحكومة اللبنانية الجديدة لمساعدة لبنان !
#العراق كان ولا زال مسرحاً لِما يُخطط في لبنان :
١-فللأسف انتقل كل ماورد اعلاه في لبنان نحو العراق .حيث مظاهرات المحرومين والخريجين والعاطلين عن العمل في العراق ( والتي كانت مشروعة وجميعنا كنا معها) والتي تم سرقتها من قبل مخطط واشنطن ودول خليجية واسرائيل. ولعبت السفارات دورا خطيرا في خطف مظاهرات الغلابة ليجعلوها مخطط اسقاط النظام في العراق وتأسيس نظام عراقي يقبل بالتطبيع مع إسرائيل.
٢- وبالضبط مثل لبنان حيث تم أسقاط حكومة السيد عبد المهدي ومنع جميع المرشحين لتشكيل الحكومة في سبيل وصولها الى السيد مصطفى الكاظمي الذي جاء لتحقيق اهداف محددة بالضبط ومنها انتخابات مبكرة وتنتهي مهمته الانتقالية . ولكن على مايبدو لا يقبل بهذا ويرغب بالاستمرار طويلا !
٣- علما ان في ظل حكومة السيد الكاظمي انتقلت (مقدمات المخطط اللبناني للتجويع ) الى العراق من خلال رفع سعر بيع الدولار، وتعريض العراقيين الى خسائر جسيمة في قيمة رواتبهم، وفي غلاء الاسعار في كل شيء وزيادة الفقر فقراً وزيادة اموال الطبقة الحاكمة واللصوص. مع التلاعب في ميزانيات العراق من خلال صناعة الوهم عبر مايسمى بالورقة البيضاء. ونهب اموال العراقيين من خلال سوق بيع العملة .والتعاقد مع شركات وهمية واخرى غير رصينة .. الخ ليست من مهمة حكومة الكاظمي التي حددت مهامها امام الشعب وتحت قبة البرلمان !
# لهذا نُحذر من هذا المخطط :
نحذر وبشدة من مخطط مابعد الانتخابات العراقية .
#أولا :-حيث هناك مخطط مرسوم لنشر الفوضى في الشارع العراقي بحجة ( الأختلاف على نتائج الانتخابات ) لكي يبقى الشارع العراقي في حالة غليان. وبالضبط مثلما حدث في الشارع اللبناني من اجل اصطياد ( الحشد الشعبي والفصائل ) فالهدف هو عندما تتدخل في تلك الفوضى وغليان الشارع سوف يتم اصطيادها . ( ولكن حسب اعتقادنا سينهج الحشد الشعبي والفصائل نهج حزب الله وحركة أمل في لبنان بعدم النزول للشارع والاعتماد على ضبط النفس ! )
#ثانيا :-ماذا سيتولد عند انضباط الحشد والفصائل ودعم التدخل في فوضى الشارع ظل؟
#الجواب ١ :
هنا سوف يتم استمرار حكومة السيد الكاظمي الى فترة طويلة كحكومة تصريف اعمال واسوة بحكومة حسان دياب في لبنان وعندما بقيت حكومته 13 شهرا كحكومة تصريف اعمال في لبنان !
# الجواب ٢:
فعندما يفوت الحشد الشعبي والفصائل الفرصة على واشنطن وبريطانيا ودول خليجية واسرائيل سوف يحدث مايلي :
*أ:-سوف يدخل العراق في ( الهزة الاقتصادية العملاقة ) وعلى نفس الطريقة اللبنانية حيث ستختفي العملة الصعبة( بالمليارات) من البنوك الحكومية فستكون هناك فرصة للبنوك الاهلية لتهريب اموالها للخارج واعلان افلاسها ، والقسم الاخر سوف يهيمن عليه اصحاب المخطط وسيتم تمييعه ليبقى العراق بمواجهة الافلاس واختفاء الدواء والاستيراد
*ب:- وبالتالي سوف يتعرض السوق العراقي الى هزات عنيفة باختفاء الدواء والسلع والمعدات ولهذا ( جعلوا العراق ولمدة ١٨ عام معتمدا على الخارج في الزراعة والصناعة والدواء والصحة والمعدات وكل ما يحتاجه العراق والعراقيين) . وهنا سوف يكون المواطن العراقي هو الضحية لكي يجبرونه بالخروج للشارع ليكون جزء من الانقلاب على النظام السياسي في العراق لكي يأتي نظام سياسي عراقي يقبل بالتطبيع مع اسرائيل. وحينها سوف يأتي البنك الدولي ” والذي هو اصلا بنك يدار من قبل اليهود” ليتحكم في مصير العراق ومستقبل العراقيين !
سمير عبيد
٨ تشرين ٢٠٢١